كل ما تود معرفته عن محمود سامي البارودي

محمود سامي البارودي

شاعر عربي مصري، وهو أول مَن نهض بالشعر العربي في العصر الحديث.

هو محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري، من أصل جركسي،^[١] ولد في القاهرة عام 1839 وتوفي في القاهرة أيضًا عام 1904،^[٢] وهو شاعر عربي له العديد من القصائد باللغات العربية والفارسية والتركية، كما أنه قاد الحملتين المصريتين اللتين أرسلتا لمساعدة تركيا، كانت الأولى في عام 1868 في ثورة كريت، والثانية في الحرب الروسية عام 1877، وبالإضافة لموهبته الشعرية تقلّد العديد من المناصب الهامة في الدولة المصرية، كما شارك بالثورة العرابية مما أدى لاعتقاله وسجنه من قبل الإنجليز، وكان على وشك مواجهة حكم الإعدام ولكن تم تبديله لحكم النفي إلى جزيرة سيلان، حيث عمل بالترجمة، ومن الناحية الشعرية يمتاز شعر محمود سامي البارودي بأسلوبه العصري الراقي الذي شكل نقلة نوعية في الشعر العربي في تلك الفترة،^[١] ويُعتبر رائد مدرسة البعث والتجديد في الشعر العربي الحديث.^[٣]

نشأة محمود سامي البارودي وتعليمه

ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839، لعائلة ثرية وذات جاه وسلطان، فكان والده لواءً في الجيش المصري وتولى رئاسة مدينتي بربر ودنقلا الواقعتين في السودان، وهناك توفي والده عندما كان محمود يبلغ من العمر سبع سنوات،^[٤] أما جده فكان أحد الكشافة في عهد محمد علي، ولهذا فقد حصل محمود سامي البارودي على حياة جيدة منذ طفولته، ودرس على أيدي أساتذة خصوصيين قبل أن يبلغ الثامنة من عمره، فتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى اللغة العربية والرياضيات والتاريخ، ومن ثم التحق بالمدرسة الحربية في سن الثامنة وتخرج منها عام 1855، وهناك تعلم فنون الحرب، وأصول الدين، وبعض اللغات الأجنبية، إلى جانب الرياضيات والجبر، ومن ثم قرر خدمة بلده والالتحاق بالجيش المصري، وهناك تمكن من الارتقاء لمناصب عالية ووصل إلى رتبة أميرالاي، وقد برزت موهبة محمود الشعرية منذ سن صغيرة، فكان مهتمًا بقراءة الشعر والتعرف على الشعراء العرب.^[٥][٤]

حياة محمود سامي البارودي ومسيرته المهنية

فيما يأتي لمحة عن حياة محمود سامي البارودي ومسيرته المهنية:^[٦]

• بعد أن أنهى محمود سامي البارودي تعليمه الحربي كرّس وقته لقراءة الشعر، وكتب الشعر والنثر أيضًا.
• في عام 1857 سافر البارودي إلى الأستانة (إسطنبول اليوم)، وعمل في وزارة الخارجية، وهناك تعلم اللغتين التركية والفارسية واطلع على آدابها، الأمر الذي مكنه من كتابة الشعر بهاتين اللغتين لاحقًا.
• في عام 1863 عاد البارودي إلى مصر، والتحق بحاشية الخديوي إسماعيل حاكم مصر، وتم تعيينه في منصب مساعد مسؤول إدارة المكتبات بين مصر والأستانة.
• في عام 1863 قرر البارودي الالتحاق بالجيش مجددًا، وتسلّم رتبًا ومناصب عليا في الجيش المصري، وشارك في حرب ثورة كريت عام 1865، وتمكن مع جيشه من إخماد الثورة.
• شارك البارودي في الحرب التي دارت بين روسيا وتركيا عام 1877، وكان ضباط الحملة التي أرسلتها مصر لمساعدة تركيا، وبسبب جهوده الكبيرة في الحرب تمت ترقيته عند العودة إلى مصر.
• في عام 1878 عيّن البارودي في منصب مدير لمحافظة الشرقية، ومن ثم أصبح محافظًا لمدينة القاهرة.
• في عام 1879 تولى البارودي منصب وزير المعارف والأوقاف، ومن ثم أصبح وزيرًا للأوقاف بين عامي 1879 و 1881.
• بالرغم من أن محمود سامي البارودي كان رجلًا وطنيًا، إلا أنه كان محبًا للإصلاح، مما دفعه للانضمام إلى ثورة أحمد عرابي "الثورة العرابية" مع الجيش المصري، وتولى وزارة الحربية مع الأوقاف بعد أن تم عزل الوزير عثمان رفقي، وعمل جاهدًا من أجل إصلاح القوانين العسكرية، وصمم على زيادة أجور الضباط والجنود، ولكنه استقال في عام 1881.
• في عام 1882 تولى البارودي وزارة الداخلية، وكان بذلك أول رئيس وزراء مصري لم يعين من قبل الخديوي وإنما منتخب من قبل مجلس النواب، واستمر البارودي في دعم الثورة العرابية، ولكن تدخلت فرنسا وإنجلترا للقضاء على الثورة العرابية، وتم القبض على البارودي وحكم عليه بالنفي المؤبد خارج مصر إلى جزيرة سيلان، حيث أقام 17 عامًا، وهناك فقد بصره.
• في عام 1900 عاد محمود سامي البارودي إلى مصر، وترك العمل السياسي ليتوجه لكتابة الشعر، وفتح منزله للشعراء أمثال خليل مطران، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وإسماعيل صبري.
• في عام 1904 توفي محمود سامي البارودي في مدينة القاهرة تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من العمل السياسي الوطني والقصائد الهامة التي غيّرت من القصيدة العربية في العصر الحديث.

للتعرف على شعراء عرب آخرين يمكن الاطلاع على: تعرف على حياة الشاعر أحمد شوقي، ومن هو أبو فراس الحمداني؟.