من هو لويس فرديناند سيلين؟

هو روائي، وكاتب، وطبيب فرنسي، وأحد أعلام القرن العشرين.


وهو لويس فرديناند سيلين، الإسم المستعار للكاتب والروائي الفرنسي لويس فرديناند ديستوشيس، والذي يُعد من أبرز الروائيين في القرن العشرين، وأكثرهم إبداعًا، وقد اكتسبت أعماله الروائية شهرة أدبية عالمية، وخاصة في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، إلا أنه ما لبث أن فقد شعبيته هذه بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية؛ وذلك بسبب آراؤه السياسية المتطرفة، والمثيرة للجدل، ومن الممكن ملاحظة أنّ معظم أعمال سيلين قد طغى عليها النزعة الإنسانية المتناقضة، إلى جانب اليأس غير المبرر، واللاأخلاقية، والغضب، والتشاؤم، والألم، مما عرّضه للهجوم من قِبل الكثير من النقاد، الذين وعلى الرغم من إعجابهم بأسلوبه الأدبي، إلا أنهم يعارضون وجهة نظره الأساسية، في المقابل فقد اعتبرت مجموعة أخرى من النقاد خطاب سيلين الأدبي هذا أنه نوع من الثورة ضد الشر الطاغي في العالم.[١]


مولد لويس فرديناند سيلين ونشأته

ولد لويس فرديناند سيلين في تاريخ 27 من شهر أيار/ مايو في عام 1894م، في بلدة كوربفوا في فرنسا، وهو الطفل الوحيد لوالده فرديناند أوغست ديستوشيس، ووالدته مارغريت لويز سيلين جيلو.[٢]


مسيرة لويس فرديناند سيلين العلمية والعملية

تلقى لويس تعليمه الأولي في المدارس المحلية في ضاحية "Passage Choiseul" الواقعة في العاصمة الفرنسية باريس، ومن ثم أرسله والديه إلى إنجلترا وألمانيا لإكمال دراسته هناك، ثم ما لبثت أن اندلعت الحرب العالمية الأولى، فانضم سيلين إلى سلاح الفرسان الفرنسي، وذلك في عام 1912م، وقد شارك في القتال إلى أن تعرض للإصابة في ذراعه، ونتيجةً لذلك فقد تم منحه وسام الشرف، ومن ثم إرساله إلى لندن للالتحاق بالعمل في مكتب جوازات السفر التابع للقنصلية الفرنسية، وخلال إقامته في لندن تعرف سيلين على زوجته الأولى "سوزان نيبوت"، والتي استمر زواجه منها لمدة عام فقط، حيث قام بعدها في عام 1916م بمغادرة لندن والسفر إلى غرب إفريقيا للعمل في شركة تجارية هناك.


وفي عام 1917م عاد سيلين إلى فرنسا، وبعد فترة من الزمن وتحديدًا في عام 1919م بدأ سيلين بدراسة الطب في جامعة رين، وبعد تخرجه في عام 1925م، وعلى مدى السنوات الثلاث التالية سافر سيلين حول العالم كطبيب برفقة عصبة الأمم المتحدة، حتى عام 1928م حيث عاد إلى موطنه فرنسا، وافتتح عيادة في منطقة كليشي إحدى ضواحي باريس، وقد نذر نفسه وعيادته لعلاج الفقراء والمحتاجين، إلى جانب ممارسته الكتابة في أوقات فراغه؛ بهدف زيادة مردوده المادي.


خلال الحرب العالمية الثانية، تبنى سيلين بعض الأفكار السياسية المتطرفة، كما كان مؤيدًا للحزب النازي في ألمانيا، وقد ظهر ذلك جليًا في معظم مقالاته السياسية، مما دفع الحكومة الفرنسية إلى اعتباره خائنًا، فهرب سيلين برفقة زوجته إلى الدنمارك، وذلك في عام 1944م، إلا أنه تم إلقاء القبض عليه، وحُكم عليه بالسجن لمدة سنة، وفي عام 1951م تم منحه عفوًا من قِبل محكمة عسكرية فرنسية، فعاد إلى فرنسا واستقر فيها، حيث استأنف عمله كطبيب للفقراء، واستمر في الكتابة إلى أن وافته المنية.[٢]


إنجازات لويس فرديناند سيلين الأدبية

تُعد رواية "رحلة في أقاصي الليل" أول عمل أدبي ينشره سيلين، وذلك في عام 1932م، حيث شكلت هذه الرواية البداية لتأسيس الأسلوب الأدبي الذي يدعى "الأدب الأسود"، وبعد ذلك وتحديدًا في عام 1936م أصدر روايته الثانية بعنوان "موت بالدين"، والتي طغى عليها النظرة التشاؤمية، والنهج ذاته الذي اتبعه سيلين في روايته الأولى، كما كتب سيلين بعض المقالات السياسية مثل "كلفة بخسة لقتل في الجملة"، و"مدرسة الجثث"، وقد كان واضحًا في هذه المقالات موقف سيلين المعادي للسامية، والذي يفسر فيما بعد موقف سيلين من الاحتلال النازي وتأييده له، وتعاونه معه، ومن مؤلفات سيلين الأخرى كتاب "المواقف الحرجة"، ورواية "فرقة غينيول"، وكتاب "الحرب"، و"من قصر إلى قصر"، و"شمال"، و"ريغودون" والذي تم نشره بعد وفاته.[٣]


رحلة في أقاصي الليل

يتناول الكاتب في هذه الرواية سيرته الذاتية بجانبيها الواقعي والنفسي، من خلال تركيزه على تجربته الشخصية في إدراك واقع عصره، والتأمل في وضع البشرية، وتتصف الرواية بأسلوبها الثوري والجمالي، والمتمثل في النزعة العدمية، وانحياز سيلين الواضح للفقراء، حيث تروي الرواية قصة الطبيب "بردامو"، والذي يشعر باليأس والنفور من الحياة والإنسانية، ويعبر عن ذلك بهروبه من الواقع، وهجائه اللاذع للمجتمع، وقيمه المزيفة.[٤][٣]


وفاة لويس فرديناند سيلين

توفي لويس فرديناند سيلين في تاريخ 1-7-1961م في ميدون إحدى ضواحي باريس، عن عمرٍ يناهز 67 عامًا.

المراجع

  1. "Louis-Ferdinand Céline", britannica, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Louis-Ferdinand Céline", legacy.lib.utexas, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب عبد الله عويشق، "سيلين (لويس فرديناند)"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2021. بتصرّف.
  4. "رحلة في أقاصي الليل"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2021. بتصرّف.