من هو أبو الطيب المتنبي؟

من هو أبو الطيب المتنبي؟

هو شاعر عربي من العصر العباسي، ويعد من أعظم شعراء العرب، وهو قائل بيت الشعر الشهير "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وأسمعت كلماتي من به صممُ".

المتنبي هو أحمد بن الحسين الجعفي الكوفي الكندي أبو الطيب المتنبي، ولدَ في الكوفة في العراق، سنة 915 للميلاد، وتوفي سنة 965 ميلادية، في بلدة دير العاقول العراقية،^[١][٢] وهو شاعر عربي عراقي ومن أعظم الشعراء العرب، عرف بذكائه وفصاحته، وغلب على شعره طابع المدح والإطراء للملوك والسياسيين في عصره، بالإضافة إلى قصائد أخرى عن الشجاعة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، وله في الشعر حوالي 326 قصيدة ما زالت رائجة وذائعة الصيت إلى يومنا هذا،^[٣] ترجمت إلى أكثر من 20 لغة، وكان للمتنبي طموح سياسية واتسم بالغرور والكبرياء، وكتب على إثر ذلك قصائد استفزازية أدت إلى مقتله.^[٤]

حياة أبي الطيب المتنبي المبكرة ونشأته

ولد أبو الطيب المتنبي في مدينة الكوفة العراقية ولكنه نشأ في سوريا، فقد ولد لأبوين عربيين وكان والده يعمل في نقل المياه، وتلقى تعليمه في دمشق، ففي عام 924 ميلادي حدثت اضطرابات في الكوفة مما دفعه للهرب مع والديه إلى الصحراء السورية، حيث ترعرع وتربى مع البدو وتعلّم منهم اللغة العربية، وفي عام 927 عاد المتنبي إلى الكوفة ليستقر بها وكرس وقته وجهده في كتابة الشعر ونظمه، فبدأ بكتابة الشعر في سن مبكرة من طفولته، وفي عام 932 ميلادي قاد المتنبي ثورة القرامطة الإسماعيليين ضد الدولة العباسية في سوريا، وبسبب انخراطه في الأمور السياسية سجن لمدة عامين، وبعد خروجه من السجن اتجه للعمل بكتابة الشعر وأصبح شاعرًا متجولًا جاب معظم دول العالم العربي، ويُذكر أن المتنبي هو لقبه وليس اسمه، ولقب به لأنه ادعى النبوّة.^[٢][٥]

رحلات أبي الطيب المتنبي

عمل أبو الطيب المتنبي بدايةً في مدح الملوك والرعاة في قصائده من أجل كسب لقمة عيشه ولكن الأمر لم يجدِ نفعًا، ولكنه استمر في نظم الشعر حتى اشتهرَ بين شعراء عصره، وبين عامي 939 و 940 للميلاد، أصبح المتنبي شاعرًا لوالي دمشق بدر بن عمار، ولكنه لم يلبث لديه طويلًا، فسرعان ما اختلف معه واضطر إلى الهروب باتجاه الصحراء، ليصل إلى سيف الدولة الحمداني حاكم مدينة حلب آنذاك، فأقام عنده وحظي برعاية سخية وكرم كبير ونظم الشعر في مدحه وخصوصًا في مدح معاركه ضد البيزنطيين، والتقى هناك بابن عمه الشاعر المعروف أبو فراس الحمداني، ولكن اضطر المتنبي للفرار مرة أخرى بسبب نشوب مؤامرة عسكرية ضد سيف الدولة، بعد أن أقام عنده لمدة تسع سنوات.^[٥][٦]

اتجه المتنبي إلى مصر مرورًا بدمشق، وأصبح شاعرًا لكافور الإخشيدي حاكم مصر، ونظم فيه الشعر ومدحه وكان طامعًا بأن يعينه أميرًا على إحدى ولاياته، فكان يأمل أن يصبح حاكمًا أو واليًا، ولكن لم يستجب الإخشيدي لمطالب المتنبي الأمر الذي دفعه للهروب من مصر، ولم يكتفِ بذلك فحسب بل هجى الإخشيدي وكتب به أبشع القصائد، وبهذه الأثناء كان المتنبي قد سافر باتجاه العراق ليزور مسقط رأسه بعد 34 عامًا، وتوقف في بغداد والتقى هناك بشعراء وكتاب مشهورين أمثال أبي الفرج الأصفهاني.^[٥][٧]

وأثناء إقامة المتنبي في العراق تلقى دعوتين، كانت الأولى من سيف الدولة الحمداني يدعوه للعودة إلى حلب، والثانية كانت من الأديب ابن العميد الفارسي وزير عضد الدولة ابن بويه؛ وهي الأسرة التي كانت تحكم بلاد فارس (إيران اليوم)، فقرر المتنبي أن يُلبي دعوة ابن العميد، وبالفعل ترك الكوفة متجهًا إلى مدينة أرجان مقر الحاكم الذي أعطاه بيتًا فورَ وصوله، وبقي المتنبي عنده لمدة شهرين، كتب فيه قصائد المدح والإطراء، ومن ثم اتجه إلى مدينة شيراز ليزور عضد الدولة هناك، وأقام عنده فترة بسيطة وكتب فيه قصائد المدح، ولكن المتنبي قرر بعد ذلك العودة إلى الكوفة.^[٧]

مقتل المتنبي

من القصائد التي كتبها المتنبي قبل عودته إلى الكوفة قصيدة هجاء في رجل اسمه ضبة ويُقال إنها ما أدى إلى مقتله على يد فاتك الأسدي خال ضبة التي تتبع أثر المتنبي وعندما وصل دير العاقول بالقرب من بغداد هاجمه فاتك الأسدي مع رجال برفقته وبعد صراع بينهما استطاع المتنبي النجاة والفرار منهم، ولكن قال أحد أصحاب فاتك الأسدي للمتنبي أثناء فراره: "أتفرّ وأنت القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم"، وهذا القول استفز المتنبي وقرر العودة لمحاربتهم، وقاتلهم مع ولده وأصحابه، مما أدى إلى مقتله وسرقة كل ما كان معهم من مال وكتب ومتاع.^[٧]

للتعرف على شعراء عرب آخرين يرجى الاطلاع على: أبو تمام، ومن هو أبو فراس الحمداني؟.