من هو أول رائد فضاء في العالم؟

من هو أول رائد فضاء في العالم؟

هو يوري غاغارين، طيار نقيب ورائد فضاء بارز اشتهر بكونه أول إنسان يُقلع في رحلة فضائية حول كوكب الأرض في القرن العشرين.

وهو يوري أليكسييفتش غاغارين، رائد فضاء روسي الأصل، وطيار اختبار برتبة ملازم، قاد العديد من رحلات الطيران التجريبية الناجحة التي أوصلته بجدارة إلى منصب رائد فضاء في الاتحاد الجوي السوفييتي، مما أوكل إليه قيادة أول سفينة فضائية أقلعت في مدار حول كوكب الأرض بنجاح في عام 1961م، والتي كانت رحلته الوحيدة في الفضاء.^[١][٢][٣]

مولد ونشأة غاغارين

وُلد يوري غاغارين في تاريخ 9-3-1934م، بالقرب من بلدة جاتسك (غاغارين الآن) في روسيا التي كانت تتبع لاتحاد الجمهوريات السوفياتية، وكان ينتمي لأسرة متواضعة، فوالده يعمل نجارًا في مزرعة مشتركة تابعة لبلدة جاتسك في أرياف موسكو، والذي التحق فيما بعد بالجيش الأحمر بعد اجتياح الجيش الألماني النازي لروسيا عام 1941م، بينما رافق يوري والدته في سن السبع سنوات إلى المناطق الآمنة البعيدة عن المعارك بصحبة شقيقه الأكبر وشقيقته.^[٢][١]

ثقافة وتعليم غاغارين

ارتاد يوري غاغارين مدرسة مهنية في ضواحي موسكو، وقد تخرج منها كمختص في القوالب المعدنية وتفكيكها عام 1951م، والتحق بعدها بالكلية الصناعية في ساراتوف، كما كان له شغف وميول للطيران، فحصل على دورة للطيران في مدرسة محلية وأثبت جدارته وكفاءته بسرعة لاحظها مدربوه في ميدان الطائرات، وبعد تخرجه من كلية الصناعة في عام 1955م تابع هوايته وارتاد الكلية الجوية العسكرية التابعة لسلاح الجو السوفييتي في مدينة أورينبورغ، وتخرج منها برتبة ملازم في عام 1957م، ونظرًا لبراعته ومهارته الفريدة في الطيران أعفي من واجبه العسكري وتفرغ لمنصب طيار اختبار تجريبي يقوم بقيادة النماذج والطائرات التجريبية الجديدة أو المعدلة، ليختبر أدائها وتصميمها.

مارس غاغارين مهنته الجديدة كطيار تجريبي لمدة زمنية قصيرة، ثم اندفع إلى تقديم طلبه إلى المسؤولين لتعيينه كرائد فضاء، وهو حدث فريد من نوعه لم يتطوع في طلبه طيار قبله من قبل، ولم يتم اتخاذ إجراءات مشابهة لهذا المنصب من قبل كذلك، ولكن بالفعل قدّم رؤساؤه طلبه للجهات المختصة بمشاريع الفضاء السوفييتي السري، واستدعي غاغارين وتقدَّم لاختبار أمام مسؤولي المشروع للكشف عن مدى مهارته ولياقته وكفاءته لمثل هذه المهمات، ووقع عليه الاختيار بعد نجاحه بالاختبار برفقة 20 طياراً آخر من نخبة طياري الاختبار في منظمة الاتحاد السوفييتي للطيران.

بعد أن تم الاكتفاء بستة طيارين، تم إخضاعهم برفقة يوري لتدريبات واختبارات خاصة وقاسية وصعبة، والتي تخطاها يوري بمهارة ونال فيها درجات مميزة، فمدحه مدربوه وأثنوا عليه وعلى أفكاره المميزة والمفيدة، ومعلوماته الموثوقة، وتمكنه من عمله، وشجاعته وسرعة بديهته وبصيرته المستنيرة، مما شجع على اختياره ليكون أول رائد فضاء روسي الأصل يُشارك في مهمة إطلاق أول مركبة فضائية حملت اسم "فوستوك-1" أو "Vostok-1"، والتي كانت رحلته الأولى والوحيدة من هذا النوع.

أُطلقت المركبة الفضائية في تاريخ 12-4-1961م وكانت المهمة مكللة بالنجاح لغاغارين، فبعد عودته حصل على لقب "طيار رائد فضاء"، وكُرِّم بمنحه وسام بطل الاتحاد السوفييتي جنبًا إلى جنب مع وسام لينين، واشتهر عالميًا بشكل فوري وواسع، كما قد حملت اسمه العديد من المدارس والشوارع داخل وخارج الاتحاد السوفييتي، كما أُقيم له العديد من النصب التذكارية.

وعلى الرغم من أن غاغارين لم يُشارك من بعدها بأي رحلات فضائية، إلا أنه كان يُساعد في تدريبات رواد فضاء آخرين، كما واصل مسيرته المهنية كطيار اختبار، وقام برحلات وجولات عديدة لشتى البلدان، وفي عام 1962م تم تعيينه بمنصب نائب في مجلس السوفييت الأعلى، واستمر في عمله في رحلات التدريب والاختبار حتى لقي حتفه في حادث مؤسف تحطمت به طائرة التدريب النفاثة خاصته برفقة طيار آخر.^[٢][١]

أول رحلة فضائية في العالم

في تاريخ 12-4-1961م في الساعة التاسعة صباحًا وسبع دقائق بالتحديد، وذلك بتوقيت مدينة موسكو، تم الإعلان عن إقلاع أول مركبة فضائية تابعة للاتحاد الجوي السوفييتي من قاعدة بايكونور "Baikonur" لإطلاق الصواريخ الفضائية بقيادة رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين الذي غدا أول إنسان يقود مركبة في الفضاء، والذي قاد رحلة مدارية على متن مركبة اسمها "فوستوك-1" أو "Vostok-1"، سارت في مدار حول كوكب الأرض مرة واحدة كل ساعة ونصف تقريبًا، واستمرت رحلته مدّة 108 دقائق، وبلغت سرعتها 28260 كم/ساعة، كما وصلت لارتفاع أقصاه 327 كم، وعادت من بعدها بأمان إلى كوكب الأرض ووصلت في الساعة 10:55 بتوقيت موسكو.

ومن الجدير ذكره أنه تم إرسال مركبة فضائية في رحلة تجريبية قبل أن يقوم غاغارين بمهمته الفضائية، وذلك لتفقد حال المركبة الفضائية وأمانها على رواد الفضاء، فقد أرسلوها وبداخلها دمية بالحجم الطبيعي تسمى إيفان إيفانوفيتش، وكلب يدعى زفيزدوتشكا، وبعد هذه التجربة تم التأكيد من قبل السوفييت على أمان وسلامة السفينة الفضائية لنقل الإنسان إلى الفضاء.

وكان الخبر بمثابة صدمة حصلت على إعجاب العامة وأدهشتهم في نفس الوقت، فتناقلته بسرعة محطات الإعلام الدوليّة والصحف العالمية التي مدحت إنجاز الرائد غاغارين، ومن أبرزها أخبار هنتسفيل وألاباما المحلية والعاجلة، فحصل على شهرة عالمية، ورفعت له النصب التذكارية تمجيدًا لمهمته الناجحة بالإضافة للتكريمات والأوسمة التي حظي بها، وتجدر الإشارة إلى أن رحلة غاغارين كانت بمثابة نقطة انطلاق توالت من بعدها الرحلات الفضائيّة التي جرت بتنسيق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ومن بينها رحلة رائد الفضاء الأمريكي عطارد آلان شيبرد التي انطلقت بعد قرابة الشهر من رحلة غاغارين، وغيرها الكثير.^[٢][٤][٣]

مقولات يوري غاغارين

من أشهر أقوال غاغارين التي اقتبست خلال رحلته في الفضاء، ما يأتي:^[٥]

• بالدوران حول الأرض في سفينة الفضاء، رأيت كم هو جميل كوكبنا، أيها الناس، دعونا نحافظ على هذا الجمال ونزيده، لا أن ندمره.
• لا يمكن أن يعلق رائد الفضاء في الفضاء ولا يوجد الله في عقله وقلبه.
• أرى الأرض إنها جميلةٌ جدًا، "وقد كانت أول كلماته بعد وصوله الفضاء".

وفاة يوري غاغارين

توفي غاغارين بالقرب من مدينة موسكو في روسيا في تاريخ 27-3-1968م إثر تعرضه لحادث تحطم طائرة نفاثة أثناء تدريبه، وكان يبلغ من العمر 34 عامًا، وحُفظ رماد جثّته بعد حرقها في محراب في جدار الكرملين، وتكريمًا له فقد غُير اسم البلدة التي وُلد فيها من "جاتسك" ليصبح "غاغارين".^[٢][١]

ولقراءة معلومات عن أول مخترع للصاروخ الفضائي: أول مخترع للصاروخ الفضائي.