من هو القلقشندي؟

هو مؤرخ، وفقيه، وأديب، وكاتب عربي مسلم، وأحد أعلام القرنين الثامن والتاسع الهجري.


وهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن سليمان بن إسماعيل الفزاري القلقشندي الشافعي، ويشتهر بلقب ابن أبي غدة، وهو أحد علماء المسلمين الذين برزوا في العهد المملوكي، فقد عُرف عنه إتقانه وإجادته للعديد من مجالات العلوم المختلفة مثل الفقه، والحديث، وعلوم اللغة العربية، والفرائض، والرياضة، والطبيعة، بالإضافة إلى إلمامه بعلوم التاريخ، والجغرافيا، إلى جانب براعته في الأدب والشعر والنثر، وقد كرس حياته للتدريس والتأليف، فكان طلبة العلم يقبلون عليه لينهلوا من علمه، ويأخذون عنه الفقه، وعلوم اللغة، ويسمعون منه الحديث الشريف، كما جلس القلقشندي للإفتاء وهو لا يزال في الحادية والعشرين من عمره، وهو على سعة علمه هذه، إلا أنه كان شديد التواضع، وصاحب مروءة ونخوة.[١]


مولد القلقشندي ونشأته

ولد القلقشندي في قرية قلقشندة في مصر في عام 756 هجري/ الموافق 1355م، وهو ذو أصول عربية عريقة، إذ ينحدر من قبيلة بني بدر بن فزارة بن قيس عيلان، وقد نشأ القلقشندي في كنف أسرة ذات علمٍ وحسب، مما ساهم في تربيته على الأخلاق الحسنة، وزرع حب العلم والتعلم في نفسه منذ نعومة أظافره.[٢]


مسيرة القلقشندي العلمية والعملية

نشأ القلقشندي في مسقط رأسه قلقشندة، وتلقى تعليمه الأولي فيها، قبل أن يترك قريته الصغيرة وينتقل إلى مدينة الإسكندرية طلبًا للعلم، وهو لا يزال في الخامسة عشر من العمر، حيث درس في الإسكندرية على يد كبار علمائها، أمثال الشيخ سراج الدين أبو حفص عمر بن أبي حسن، والذي أجاز له الإفتاء، والقاضي تاج الدين بن غنوم والذي أجازه بالتدريس، وشرف الدين مسعود الذي زاره في دمشق، وغيرهم الكثير.


وقد اشتغل القلقشندي أثناء إقامته في الإسكندرية في تدريس الحديث النبوي، والفقه، كما أظهر ميولًا كبيرًا نحو علوم الأدب، فألف الكثير من الكتب والرسائل الأدبية التي أبرزت براعته وإتقانه في هذا المجال، وإلى جانب انشغاله بالتدريس، فقد استلم القلقشندي العديد من المناصب الإدارية لدى الدولة المملوكية، منها ديوان الإنشاء، ومباشرة ديوان الأحباس، والإنابة في القضاء، وكاتبًا للدرج الشريف، وغيرها.[٣][٤]


مؤلفات القلقشندي

من أبرز مؤلفات القلقشندي ما يأتي:[٥]

  • نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب.
  • ضوء الصبح المسفر وجني الدوح المثمر.
  • قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان.
  • شرح لكتاب الحاوي الصغير في الفروع للقزويني.
  • حلية الفضل والكرم في المفاضلة بين السيف والقلم.


كتاب صبح الأعشى

يُعد كتاب "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" موسوعة أدبية وعلمية ضخمة، وذلك لتنوع المجالات التي تحدث عنها القلقشندي فيه مثل التاريخ، والأدب، ووصف البلدان والممالك، وقد اعتمد في تأليفه على الوثائق، والكتب، والمراسلات السلطانية، وأصناف المكتبات الرسمية، إلى جانب بعض من كتب التاريخ، والجغرافيا، والأنساب، والأدب، والفقه، والسير وغيرها، حيث استغرق تأليفه ما يقارب العشرين عامًا.


يتألف هذا الكتاب من مقدمة وعشر مقالات، تحدث القلقشندي في المقدمة عن فضل الكتابة، وبين معنى الإنشاء، وآداب الكتابة، كما تحدث عن تاريخ ديوان الإنشاء منذ نشأته وحتى عصره، ثم تناول في المقالة الأولى عن أدوات الكتابة التي يحتاج إليها الكاتب، وفي المقالة الثانية استعرض المسالك والممالك منذ بداية الإسلام وحتى عصر الكاتب، مع الحديث بشكلٍ مفصل عن شؤون مصر، وبلاد الشام، والمناطق المجاورة، بعد ذلك تناول في المقالات الثالثة والرابعة والخامسة الثقافة الديوانية، وأنواع المكاتبات والولايات، وذكر في المقالة السادسة الوصايا الدينية، والمسامحات، والإطلاقات، والتذاكر، والتحويلات، وتحدث في المقالات السابعة والثامنة والتاسعة عن الإقطاعات والإيمان، وعقود الصلح، وأخيرًا خصص المقالة العاشرة للتحدث عن فنون الكتابة، وقد ختم القلقشندي كتابه بخاتمة تناول فيها بعض الأمور التي تتعلق بديوان الإنشاء مثل البريد، ومطارات الحمام وأبراجه، ومراكب الثلج، والمحروقات، والمناور.


ومن أهم ما تناوله القلقشندي في كتابه هذا هو ذكره حال اللغة العربية، وطريقة انتشارها في مختلف البلدان، حيث أصبحت هي اللغة الرسمية في العلم والأدب، والحكم والسياسة، كيف لا وهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، كما شرح النظم الإدارية المتبعة في الدول الإسلامية، ووصف حال مصر، وبالأخص نهر النيل، إلى جانب اهتمامه بإبراز آثار الكتابة الديوانية منذ إنشائه وحتى عصر الكاتب.[٦]


وفاة القلقشندي

توفي القلقشندي ليلة السبت في تاريخ 10 من شهر جمادى الآخرة في عام 821 هجري، الموافق 1418م في القاهرة، عن عمرٍ يناهز 65 عامًا.[٧]

المراجع

  1. محمود سالم محمد، "القلقشندي"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2021. بتصرّف.
  2. حكيمة بومريفق، سهير بوراس، الكتابة من خلال صبح الأعشى للقلقشندي.pdf?sequence=1&isAllowed أدوات الكتابة من خلال صبح الأعشى للقلقشندي، صفحة 18. بتصرّف.
  3. قدور وهراني، منهجية الكتابة التاريخية عند القلقشندي، صفحة 76-77. بتصرّف.