من هو تشارلز داروين؟

تشارلز داروين

عالم طبيعة إنجليزي، عُرفَ بتأسيسه لنظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي.

ولد تشارلز روبرت داروين في مقاطعة شروبشاير، إنجلترا، بتاريخ 12 فبراير 1809، وتوفي في 19 أبريل 1882، في قرية داون في إنجلترا، وهو صاحب نظرية التطور التي أحدثت جدلًا كبيرًا في الأوساط العلمية، وكانت أساسًا للدراسات التطورية الحديثة، والتي اقترحت وجود أصل مشترك للحيوانات والإنسان، ولكن لاقت هذه النظرية استهجانًا وهجومًا في الأوساط الدينية.^[١]

نشأة تشارلز داروين وحياته

نشأ تشارلز داروين في عائلة معظمها من العلماء والأطباء، فكان والده روبرت وارينج داروين طبيبًا معروفًا، وكانت والدته سوزانا ويدجوود ابنة عالم، وجده لأبيه كان طبيبًا وشاعرًا ومفكرًا، وكان والد داروين يأمل أن يصبح ابنه طبيبًا مثله، ولكن لم يكن داروين يميل إلى الطب، وعلى الرغم من أنه التحقَ بكلية الطب في جامعة إدنبرة في اسكتلندا، عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، إلا أنه درس فيها سنتين وتركها، فكانت رؤية الدم تصيبه بالغثيان وكان يكره درس التشريح، فقد كان داروين يميل إلى التاريخ الطبيعي الذي يُعنى بدراسة الكائنات الحية.^[١][٢]

بعد أن ترك داروين جامعة إدنبرة التحق بكلية علم اللاهوت في جامعة كامبريدج عام 1828، وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1831، ولكن هذا لم يمنعه من اتباع شغفه ودراسة التاريخ الطبيعي، فانشغل داروين خلال دراسته بتجميع الحشرات والنباتات ودراستها، واصطحبه معلمه أستاذ علم النبات جون ستيفنز هنسلو معه في رحلة على متن سفينة HMS Beagle ليشغل منصب عالم طبيعة.^[١][٢]

رحلة تشارلز داروين حول العالم

في عام 1831 انطلق داروين كعالم طبيعة مع معلمه في رحلة حول العالم، على متن سفينة HMS Beagle التابعة للبحرية الملكية البريطانية، وكان هدف الرحلة التعرف على ساحل أمريكا الجنوبية، ورسم موانئه للحصول على خرائط أفضل للمكان،^[٢]وشملت الرحلة أيضًا بعض جزر المحيط الهادئ،^[٣] واستمرت لمدة خمس سنوات، استكشف داروين خلالها عدة مناطق نائية حول العالم، وقابل أنواع مختلفة من الحيوانات غير التي كانت معروفة بالنسبة له، مثل الطيور ذات الأقدام الزرقاء وأسماك القرش، والسلاحف العملاقة، بالإضافة إلى أنه جمع النباتات والحيوانات والحفريات النادرة والصخور، ودوّن الكثير من الملاحظات حول الطبيعة والكائنات الحية التي تعرّف عليها.^[٤]

بعد أن عاد داروين إلى إنجلترا في عام 1836 أمضى عدة سنوات في تحليل ومقارنة العينات التي جمعها والتي أسفرت عن خروجه بنظرية التطور.^[٤] وشارك الحفريات التي جمعها مع علماء الحفريات وعلماء الجيولوجيا، مما ساهم في فهم أفضل لطريقة تشكل سطح الأرض وطبقاتها.^[٢]

نظرية التطور وأصل الأنواع

صاغ تشارلز داروين نظريته عن التطور بين عامي 1837 و 1839.^[١] وتقول النظرية إن الكائنات الحية تتطور من خلال عملية الانتقاء الطبيعي، وأن الأنواع التي استطاعت التكيّف مع التغير البيئي هي التي تمكنت من الصمود والبقاء على قيد الحياة، وأن الأنواع التي لم تتمكن من التطور انقرضت، وتوصل داروين إلى نظريته هذه من خلال دراسة الطيور والنباتات والحفريات القديمة التي استطاع جمعها، فلاحظ وجود تشابه كبير بين جميع الأنواع في مختلف أنحاء العالم، مع وجود بعض الاختلافات في مناطق محددة، ولهذا اعتقد أن الكائنات التي نعرفها اليوم هي الأنواع التي تطورت من أسلاف مشتركة.^[٥]

فخلال رحلة داروين جمع بعض العصافير التي تختلف في طريقة تغذيتها، فكان لدى بعضها منقار قوي لأكل البذور، في حين كان لبعضها الآخر مناقير أقل صلابة لأنها تعتمد على أكل الحشرات، وهنا أدرك داروين أن جميع الطيور من سلف واحد، ولكن استطاع بعضها تطوير سمات مختلفة لتتكيف مع بيئتها، واقترح داروين أن عملية الانتقاء الطبيعي أنتجت حوالي 13 نوعًا من الطيور، ومع هذه النتائج أدرك داروين أن نظريته ستلقى هجومًا كبيرًا بسبب معارضتها للمعتقدات الدينية التي تنفي تطور الإنسان، وخاصة بعد أن اقترح داروين أن أصل الإنسان قرد، ولهذا انتظر لحوالي 20 عامًا قبل أن ينشر نظريته هذه في كتابه "أصل الأنواع" On the Origin of Species" الذي نشره عام 1859، والذي ثار عليه بعض أعضاء الكنيسة آنذاك، ولكن كتابه هذا انتشر بسرعة، وتُرجمَ إلى 11 لغة.^[٤]

للتعرف على علماء إنجليز آخرين يرجى الاطلاع على: هنري موزلي، وجون رونالد تولكين.