هنريك إبسن

من هو هنريك ابسن؟

هو أديب وشاعر وروائي وكاتب مسرحيات بارز ومن مؤسسي الأدب المسرحي الحديث في القرن التاسع عشر الميلادي.

وهو هنريك جوهان إبسن، كاتب مسرحي وشاعر وروائي نيجيري الأصل، اتبع المذهب الطبيعي واتسم بالواقعية الكبيرة فترك وراءه أثرًا كبيرًا في المسرح العالمي على الأدبين المعاصر والحديث، وخُلدت الكثير من أعماله المميزة التي ارتبطت بشكل كبير بين الواقع والخيال، والصراع بين الفرد والمجتمع، وبين الرضوخ للحق والمثالية الزائفة مُعالجًا هذه المواضيع بتقنياته الإبداعية الرفيعة ضمن قالب مسرحي درامي قويّ ومتماسك يجمع بين الفكر، والفن، والخيال.^[١][٢]

مولد هنريك إبسن ونشاته

ولد إبسن في مدينة سكين في جنوب النرويج في تاريخ 20-3-1828م، وكان والده كنود إبسن يعمل تاجرًا، أما والدته فتدعى ماريشن، وقد عانت أسرته من الإفلاس والفقر القاسي خلال مراحل طفولته مما دفعه لمغادرة المدينة بينما كان عمره 15 عامًا.^[١][٣]

ثقافة هنريك إبسن ومسيرته الأدبية

ترك هنريك المدرسة مُجبرًا بسبب ديون أسرته وانتقل عام 1843م إلى مدينة جريمستاد التي عمل فيها مُتدربًا في صيدلية لإعالة نفسه، وكان يمارس الثقافة الذاتية وقراءة المسرحيات في أوقات فراغه، وفي عام 1850م نشر أولى مسرحياته التي حملت اسم كاتيلينا، وفي نفس العام انتقل إلى مدينة كريستيانيا، وبينما كان عمره 23 عامًا شغل منصب كاتب ومخرج مسرحي لمسرح حديث في بيرغن، وواجه العديد من الصعوبات بسبب طبيعة الأدب النرويجي المُتشدد الذي يختلف نوعًا ما عن الإنتاج المسرحي، وطُلب منه صنع دراما وطنيّة، وألّف خلال الفترة بين 1857-1862م العديد من الأعمال المسرحية التي لم تكن مقبولة كثيرًا من قبل الجمهور بسبب القوانين المسرحية النرويجية التي حكمته رغم ذكائه وفطنته.

تزوج إبسن من سوزانا ثوريسن عام 1858م، وقدّم مسرحيات جديدة من بعدها في كريستيانا أبرزها كانت كوميديا الحب، التي مثلت هجاءً يُعبر عن الأوهام الرومانسية، و (The Pretenders)، فصقلت هذه الأعمال وعززت استقلاليته عن القيود التي تسيطر عليه، وساهمت في الاعتراف فيه ككاتب مسرحي عظيم، ولكن الصدمة كانت بعد إفلاس المسرح في كريستيانيا، فتحطمت مسيرته الأدبية والمهنية هناك، ليُقرر اختيار المنفى والسفر خارج نيجيريا إلى إيطاليا عام 1864م بعد أن حصل على منحة حكومية، فتنقل عبر مدن إيطاليا على مدار 27 عامًا متتالية مارًا بروما ودريسدن وميونيخ، وزار موطنه النرويج بين الأعوام 1874-1885م في إجازات قصيرة.

ألّف إبسن قصيدة درامية حملت اسم (Brand) حققت نجاحًا شعبيًا واسعًا في النرويج، وقدّم أعمالًا أخرى منها الرواية المسرحية "بيرجنت"، و"عصبة الشباب"، و"أعمدة العمدة" التي تُعبر عن هجاء نثري يدور حول سياسات البلدات الصغيرة، و"بيت الدمية" الذي ألّفها بقصد إصلاح الحياة الاجتماعية، وغيرها من الأعمال الناجحة التي أثْرت مسيرته الأدبية مُستغلًا الحبكة العملية التي ميزته والتي عُرفت بالعرض التحليلي، فأكسبته جمهورًا كبيرًا كونها نمط مسرحي بسيط وقوي في نفس الوقت، لكنه حظي بنقد وهجوم واسع بعد تقديمه مسرحيات جدليّة حول الأمراض التناسلية المنتشرة باسم مسرحية "أشباح"، ومسرحية "عدو الشعب" التي زادت التوتر والحديث حوله، وعرضته لهجوم دراماتيكي مباشر، لكنه لم يتوقف عن التأليف والإخراج المسرحي.

وكثّف إبسن أعماله التي احتلت خشبة المسرح، لكن أسلوبه تغير نحو الكتابات التي تميل لتحليل الذات بشكل مُختلف كليًا عن مسرحياته السابقة، ومن أبرز هذه الأعمال مسرحيات "جابلر"، و"ذا ماستر بيلدر"، وفي عام 1891 عاد إلى موطنه النرويج مواصلًا إنتاجه الأدبي والمسرحي لكنه أصيب بجلطة دماغية في عام 1900م أفقدته القدرة على الكتابة والتأليف.^[٣][٢][١]

مسرحية عدو الشعب

وهي مسرحية تتمحور أحداثها في جنوب النرويج في بلدة ساحلية يتسم مجتمعها بالرِّباط الأُسري الوثيق الذي يصب عليهم بالمنفعة الجماعية، خاصة شخوص الرواية العاملين ضمن جريدة الشعب، بما فيها صاحبي المطبعة والمدبغة ورئيس تحرير الصحيفة التي كانت تمثل الرأي العام لسكان البلدة، ويحصل خلاف سببه الاستغلال وتضليل الرأي العام بغية استغلال الحمامات السياحية والعلاجية في البلدة بما يخدم المصلحة الخاصة لا العامة، لاحتكار الأموال، وتعزيز نفوذ رجال الأحزاب، ويُسلط إبسن الضوء على قضيّة أخرى لطالما تضمنتها رواياته، وهي مظاهر الثراء والترف التي تُضعف اقتصاديات البلاد وتهدد الطبقات البسيطة فيها.^[٤]

أشهر أقوال هنريك إبسن

من أشهر أقوال إبسن ما يأتي:^[٥]

• إنها علامة الروح المتمردة أن تتوق إلى السعادة في هذه الحياة.
• ألف كلمة لا تترك انطباعًا عميقًا مثل عمل واحد.
• يجب أن أحسم أمري، ما هو الصواب؟ المجتمع، أم أنا.

وفاة هنريك إبسن

توفي إبسن في مدينة كريستيانا (أوسلو الآن) في تاريخ 23-5-1906م، وكان يبلغ من العمر 78 عامًا.^[٣]