ويليام جيلبرت

من هو ويليام جيلبرت؟

هو طبيب، وفيزيائي، وفيلسوف طبيعيات إنجليزي، وأحد أعلام القرن السادس عشر الميلادي.

وهو ويليام جيلبرت، يُعد أول من ابتكر وأسس علم الكهرومغناطيسية، كما يعود له الفضل في وضع الكثير من المصطلحات الأساسية في هذا المجال، والتي لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا، مثل مصطلحات الكهرباء، والجذب الكهربائي، والقوة، والقطب المغناطيسي، لذا فقد أطلق عليه لقب "أب الهندسة الكهربائية"، ومن جانبٍ آخر فقد تبنى جيلبرت بعض المواقف المعارضة للفلسفة الأرسطية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، كما رفض الأسلوب المدرسي الذي كان متبعًا في التدريس الجامعي آنذاك.^[١][٢]

مولد ويليام جيلبرت ونشأته

ولد ويليام جيلبرت في تاريخ 24 من شهر أيار/ مايو في عام 1544م، في بلدة كولشيستر الواقعة في مقاطعة إسيكس في إنجلترا، وقد نشأ في عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وتتكون من خمسة أطفال، حيث كان ويليام أكبرهم، أما والده فقد كان يعمل محاميًا في بلدتهم.^[٢]

مسيرة ويليام جيلبرت العلمية والعملية

ارتاد جيلبرت كلية سانت جون في كامبريدج، وتخرج منها بشهادة البكالوريوس، وذلك في الفترة الواقعة ما بين عامي 1558-1561م، ثم حصل على درجة الماجستير في عام 1564م، والدكتوراه في الطب في عام 1569م، بعد ذلك أصبح جيلبرت زميلًا في نفس الكلية، كما تولى العديد من المناصب الهامة الأخرى، وفي منتصف السبعينيات من القرن السادس عشر الميلادي استقر جيلبرت في لندن وافتتح عيادته الطبية الخاصة، كما أصبح عضوًا في الكلية الملكية للأطباء، والتي انتخب فيما بعد كرئيس لها في عام 1600م، كما تولى منصب الطبيب الخاص للمكلة "إليزابيث الأولى"، حيث استمر في هذا المنصب حتى بعد وفاتها واعتلاء الملك "جيمس الأول" العرش، فأصبح أيضًا الطبيب الخاص بالملك.^[٣][٤]

إنجازات ويليام جيلبرت في مجال الكهرومغناطيسية

في القرن السادس عشر الميلادي كان من الشائع استخدام البوصلات المغناطيسية من قِبل الملاحين والبحارة، إلا أنه لم يكن أحد حينها يعرف طريقة عملها، لذا فقد كرس جيلبرت نفسه في إجراء الكثير من التجارب في هذا المجال، حيث توصل إلى عدة نظريات متعلقة بالمغناطيسية، والتي كان أهمها شرح الخصائص المغناطيسية للأرض.

في عام 1600م، نشر جيلبرت كتابه والذي يعتبر من أهم أعماله العلمية تحت عنوان "المغناطيس، والأجسام المغناطيسية، ومغناطيسية الأرض الكبير"، أما اسمه باللاتينية فهو

(De Magnete, Magneticisque Corporibus, et de Magno Magnete Tellure)، ذكر جيلبرت في كتابه هذا جميع تجاربه في مجال الكهرومغناطيسية، والتي أجراها باستخدام نموذج الأرض الذي ابتكره، وأطلق عليه اسم الأرض الصغيرة "باللاتينية: Terrella"، ومن إحدى أهم هذه التجارب تلك التي استنتج من خلالها أن الأرض تمتلك خصائص مغناطيسية، لذا فمن الممكن وصفها بأنها مغناطيس واحد عملاق يحتوي على قطبين اثنين، ولهذا السبب فإن إبرة البوصلة تتجه دائمًا إلى الشمال، على عكس ما كان يُعتقد آنذاك بأن البوصلة تنجذب نحو النجم القطبي الشمالي، من جهةٍ أخرى فقد افترض جيلبرت بأن سبب الدوران اليومي للأرض عائد لخصائصها المغناطيسية، كما كان أول من قال بأن مركز الأرض يتكون من الحديد، وأن من خصائصها المرتبطة بالمغناطيس إمكانية قطعها إلى قطعتين، بحيث تشكل كل قطعة مغناطيسًا جديدًا له قطبين شمالي وجنوبي.

من جانبٍ آخر فقد درس جيلبرت أيضًا الكهرباء الساكنة، واستخدم في ذلك "العنبر"، ونظرًا لأن العنبر كان يُعرف باسم "Elektron" في اللغة اليونانية، لذا فقد قرر جيلبرت أن يطلق على التأثير الخاص به لقب "القوة الكهربائية"، ومن هذا اللقب استمد فيما بعد العالم "توماس براون" مصطلح الكهرباء المستخدم حتى عصرنا هذا، بالإضافة إلى ذلك فقد اخترع جيلبرت أول أداة قياس كهربائية وهي الكاشف الكهربائي، والتي تأتي على شكل إبرة محورية اسمها "Versorium".

بفضل كتاب "De Magnete" اكتسب جيلبرت شهرة كبيرة في جميع أنحاء أوروبا، كما كان لأفكاره التي تضمنها الأثر الكبير على العديد من العلماء الكبار من أمثال "جاليليو"، و"يوهانس كيبلر"، والجدير بذكره أنه بعد وفاته بسنوات تم تسمية وحدة من وحدات القوة الدافعة المغناطيسية باسمه "جيلبرت"، وذلك تكريمًا له وتقديرًا لجهوده العلمية، كما قام أحد أقاربه بجمع العديد من كتاباته التي لم يتم نشرها في كتابٍ واحد، والذي أصدره في عام 1651م تحت عنوان فلسفة جديدة لعالمنا تحت القمر (A New Philosophy of Our Sublunar World).^[٢][٥]

وفاة ويليام جيلبرت

توفي ويليام جيلبرت في تاريخ 30 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر في عام 1603م في لندن، وذلك نتيجةً لإصابته بداء الطاعون.^[٤]

يمكنك القراءة عن المزيد من الفيزيائيين، مثل: ماكسويل، وأينشتاين.