جاين أوستن

من هي جاين أوستن؟

هي كاتبة، وروائية إنجليزية، من أعلام القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي.

وهي جاين جورج أوستن، روائية إنجليزية الأصل، تُعد من أشهر الروائيات في عصرها، فعلى الرغم من قصر مسيرتها الأدبية؛ إذ ألفت ست روايات فقط، كما أن معظم رواياتها لم تنشر إلا بعد وفاتها، إلا أنها استطاعت ترك بصمة واضحة على الرواية الإنجليزية، حيث تُعد روايات أوستن انعكاسًا واضحًا لمحيطها الاجتماعي، وتقاليده المقيدة خلال فترتها الزمنية، وقد امتاز أسلوبها الأدبي بمزيج فريد من الحدة، والمرح، والذكاء، والحكمة، والرومانسية، والمصداقية، بالإضافة إلى تركيزها على ذكر التفاصيل الدقيقة، خاصةً عند تعريفها بشخصيات الأبطال، ووصفها للأماكن، مما أضفى على رواياتها صفة الواقعية الملموسة.^[١]

مولد جاين أوستن ونشأتها

ولدت جاين أوستن في تاريخ 16 من شهر كانون الأول/ ديسمبر، في عام 1775م، في قرية ستيفنتون في مقاطعة هامبشاير في إنجلترا، وقد نشأت في كنف أسرة متعلمة ومثقفة، إذ كان والدها جورج أوستن يعمل قسيسًا، وقد تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، وقد كان شديد الحرص على تلقي أولاده التعليم الجيد، أما والدتها كاساندرا فقد كانت امرأة شديدة الذكاء، وعرف عنها حبها لتأليف القصص وارتجالها، وجاين هي الابنة السابعة بين ثمانية أخوة، ولم يكن لها إلا أخت واحدة هي كاساندرا، والتي كانت بمثابة صديقتها، وأقرب رفيقة لها، والتي لازمتها طوال حياتها، وحتى وفاتها، كما كانت أوستن مقربة لشقيقها "هنري"، والذي شغل فيما بعد منصب وكيل أعمالها، وقام بكتابة سيرتها الذاتية بعد وفاتها.^[٢][٣]

تعليم جاين أوستن وثقافتها

بدأت جاين أوستن بتلقي تعليمها منذ عمر السابعة، إذ تم إرسالها مع شقيقتها كاساندرا إلى أكسفورد للالتحاق بالمدرسة فيها، إلا أنهما أصيبتا بعد فترة قصيرة بمرض التيفوس، فاضطر والدهما أن يقوم بإعادتهما إلى منزل العائلة في ستيفنتون، وفيما بعد وعندما بلغت أوستن التاسعة من عمرها، قامت عائلتها بتسجيلها في مدرسة "آبي" في منطقة ريدينغ، ولكن أوستن اضطرت بعد فترة قصيرة من الزمن إلى ترك هذه المدرسة؛ وذلك بسبب ظروف والدها المادية الصعبة، والتي لم تمكنه من تحمل الرسوم الدراسية المرتفعة، وعلى الرغم من ذلك فقد واصلت أوستن تلقي تعليمها في المنزل بمساعدة والديها، وأشقائها.^[٣]

مسيرة جاين أوستن الأدبية

أظهرت أوستن منذ عمرٍ مبكر الشغف الشديد بالقراءة، والكتابة، إذ قامت بتأليف بعض المسرحيات القصيرة، والتي كانت تقوم بتمثيلها هي وأشقائها في المنزل بحضور أفراد أسرتها، وعدد قليل من الجيران المقربين، وعند بلوغ أوستن الثانية عشر من عمرها كانت قد ألفت العديد من القصائد، وأعمال في المحاكاة الدرامية الساخرة، حيث كان هذا النوع من الأسلوب الأدبي منتشرًا وشائعًا في ذلك الوقت، ومنها: "تاريخ إنجلترا"، و"الحب والصداقة"، وفيما بعد قامت أوستن بجمع هذه المؤلفات في كتب تحت عنوان: المجلد الأول، والمجلد الثاني، والمجلد الثالث.

وفي عام 1795م بدأت جاين أوستن مسيرتها الأدبية وأنتجت ما يشار إليه "ثلاثيتها الأولى"، فقد بدأت بكتابة الرواية الأولى والتي كانت بعنوان "إلينور وماريان"، والتي تم إعادة صياغتها فيما بعد تحت عنوان جديد هو "العقل والعاطفة" (Sense and Sensibility)، وفي عام 1797م أنهت روايتها الثانية تحت عنوان "الانطباعات الأولى"، والتي تم رفض نشرها في ذلك الوقت، حيث نشرت في وقتٍ لاحق باسم "كبرياء وهوى" (Pride and Prejudice)، ثم بعد ذلك بدأت بكتابة روايتها الثالثة وذلك في عام 1798م والتي كانت بعنوان "سوزان"، ثم تغير فيما بعد إلى "دير نورثانجر" (Northanger Abbey)، وقد نُشرت هذه الرواية بعد وفاتها.

في عام 1801م انتقلت جاين أوستن مع عائلتها إلى مدينة باث، وذلك بعد تقاعد والدها جورج، وهناك تعرفت على شاب ثري من أصدقاء العائلة يدعى هاريس بيغويذر، والذي طلب يدها للزواج، وقد أبدت موافقتها في بداية الأمر، إلا أنها بدلت رأيها في اليوم التالي، حيث بقيت أوستن عزباء طوال حياتها، ولم تتزوج أبدًا.

وفي عام 1805م توفي والد أوستن، فانتقلت مع والدتها وشقيقتها للعيش في قرية شاوتون في منطقة هامبشاير مع شقيقها إدوارد، وخلال هذه الفترة بدأت أوستن بنشر رواياتها التي ألفتها من قبل، علمًا بأنها نشرت روايتيها العقل والعاطفة، وكبرياء وهوى تحت اسم مستعار.^[٣]

أبرز مؤلفات جاين أوستن

من أبرز مؤلفات جاين أوستن ما يأتي:

كبرياء وهوى

تتناول هذه الرواية قضية الزواج في المجتمع الإقطاعي خلال أوائل القرن التاسع عشر الميلادي في إنجلترا، حيث كان الهدف من الزواج في ذلك الوقت اقتصاديًا بحتًا، أكثر من كونه اجتماعيًا أو عاطفيًا، إذ كان الرجال والنساء على حد سواء يركزون على الثروة المالية، والطبقة الاجتماعية عند اختيارهم لشريك الحياة، وقد ناقشت أوستن هذا الموضوع من خلال سرد قصة بطلي الرواية "إليزابيث بينيت" الفتاة المستقلة، و"فيتزويليام دراسي" الرجل الغني المتكبر، والفخور بنفسه، وعلاقتهما المتشابكة، كما وصفت أوستن في الرواية القرى الإنجليزية الصغيرة، وعبرت فيها عن العديد من المشاعر الإنسانية المختلطة في الحياة اليومية للناس مثل الفرح، والحزن، والخوف، والأمل، والنجاح، والفشل، حيث استطاعت الكاتبة من خلالها أن تحدد الخط الدقيق الذي يفصل بين الكبرياء والهوى.^[٤]

إيما

تُعد رواية إيما من أفضل روايات جاين أوستن والتي قامت بنشرها في عام 1815م، حيث لاقت الكثير من الإعجاب والاستحسان من قِبل النقاد في ذلك الوقت، وتركز هذه الرواية على الفروقات الطبقية في المجتمع الإنجليزي، والحواجز الاجتماعية التي قد تمنع الزواج بين الأشخاص الذين ينتمون لطبقات اجتماعية مختلفة، وبطلة الرواية الرئيسية هي "إيما" الفتاة الغنية، والمدللة، والتي تعيش في عالمها الخاص الحالم، وبعيدًا عن الواقع الحقيقي، حيث تحاول إيما مساعدة صديقتها المقربة "هارييت سميث" والتي تنتمي إلى طبقة اجتماعية متدنية من الزواج من القسيس "السيد إلتون"، إلا أنها تواجه الكثير من الصعوبات والتحديات في سبيل تحقيق هذا الهدف.^[٥]

رواية العقل والعاطفة

تدور أحداث هذه الرواية حول السيدة "داشوود" وبناتها الثلاث، والتي يتوفى زوجها ويترك جميع ميراثه لابنه الأكبر "جون"، مما يجعل الأم وبناتها يعانين من الفقر والحرمان، ثم تستعرض الرواية حياة الابنتين، الكبرى "إلينور" والتي تمثل العقل، والاتزان، والحكمة، والثانية "ماريان" والتي تمثل العاطفة، والمشاعر، والرغبات، وقد أضفت هذه الفروق الواضحة بين الأختين بعدًا فلسفيًا عميقًا للرواية، من خلال خلق صراع أخوي تحاول فيه كلتا الأختين الحصول على الحب والسعادة من وجهة نظر كلًا منهما، وتُعد هذه الرواية أول عمل أدبي لأوستن، والتي قامت بنشرها في عام 1811م، حيث قامت بكتابتها في البداية على شكل مجموعة من الرسائل المتبادلة ما بين الأختين بطلتي القصة، ولكنها أعادت صياغتها مرةً أخرى لتخرج لنا في صورتها النهائية المتعارف عليها الآن.^[٦]

وفاة جاين أوستن

توفيت جاين أوستن في تاريخ 18 من شهر تموز/ يوليو في عام 1817م، عن عمرٍ يناهز 41 عامًا، وذلك بعد إصابتها بمرض "أديسون".^[٧]

يمكنك القراءة عن المزيد من الروائيين الإنجليز، مثل: أجاثا كريستي، وتشارلز ديكنز.