ميخائيل نعيمة

من هو ميخائيل نعيمة؟

أديب ومؤلف وناقد وشاعر وأستاذ وعلامة بارزة في فنّ المقالة في عصر النهضة الأدبية العربية في القرن العشرين.

وهو ميخائيل يوسف نعيمة، أديب وشاعر وكاتب لبناني الأصل، يُعد علامة بارزة في نهضة الفكر العربي الحديث، فقد تميّز في كتابة المقالات الأدبيّة، وكان من أهم مؤسسي مدرسة المهجر، ومن مؤسسي الرابطة القلميّة إلى جانب الأديب جبران خليل جبران، وغيره من أدباء المهجر المعروفين.

ومن جهة أخرى، فقد تميّز ميخائيل بعفويّته وأسلوبه الذاتي المميز الذي تجلى بوضوح في مؤلفاته، فكتب وجادل من خلال فن المقالة ضمن العديد من المسائل المتنوعة، والتي أظهرت خبرته وثقافته الواسعة في شتى بحور المعرفة، فأثرت الثقافة العربيّة وشكلت رافدًا هامًا لمكتباتها.

ألّف ميخائيل كتبًا إبداعية، والتي كانت منارات مُضيئة في كون الأدب، مثل كتابه النقدي الغربال، وكتاب في مهب الريح، ورواية الآباء والبنون، وديوانه الشعري الوحيد همس الجفون، وغيرها من الأعمال المميزة.^[١][٢]

مولد ونشأة ميخائيل نعيمة

ولد ميخائيل في قرية "بسكنتا" في جبل صنين في لبنان في تاريخ 22-11-1889م، وفيها قضى طفولته وتلقى تعليمه الابتدائي، وكان ينتمي لأسرة مسيحية أرثوذكسية.^[٣][٢][٤]

ثقافة وتعليم ميخائيل نعيمة

درس ميخائيل في مدرسة صغيرة في مسقط رأسه قرية "بسكنتا"، والتحق من بعدها بمدرسة المعلمين الروسية في مدينة الناصرة الفلسطينية، وكان من الطلبة المتفوقين، فأثنت عليه إدارة المدرسة ودعمته بعد تخرجه للحصول على بعثة علميّة في جامعة بولتافا في أوكرانيا لاستكمال دراسته العليا والتي انتقل إليها في عام 1906م.

تعلّم نعيمة في أوكرانيا عدّة لغات غير اللغتين العربية والروسيّة، وتمعّن في الأدب الروسي، وأتقن الكتابة بهذه اللغة جيدًا، ثم عاد إلى موطنه لبنان في عام 1911م، ولكن إقامته لم تكن طويلة، إذ سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الآداب والحقوق في جامعة واشنطن، والتي حصل منها على شهادتين لكلا التخصصين في عام 1916م.

تجند ميخائيل في العسكرية التابعة للواء الأمريكي في عام 1918م، وشارك في الحرب في فرنسا، واستغل إقامته الطويلة في مدينة باريس، فدرس فيها تاريخ الفنون في جامعة رين أثناء رحلته العسكرية الذي كان مُجبرًا عليها، إضافة إلى إتقانه اللغة الفرنسية.

بعد انتهاء الحرب، عاد نعيمة إلى مدينة نيوريوك في عام 1919م، وأسس برفقة صديقه الأديب جبران خليل جبران الرابطة القلمية في عام 1920م، والتي سعت إلى تنشيط وإحياء الأدب العربي واستعادة مكانته الأصيلة، وضمت نخبة من الأدباء والكُتّاب العرب في المهجر، ومن بينهم: رشيد أيوب، وإيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة وغيرهم.

كما شارك ميخائيل في العديد من المجلات منها: مجلة السمير، ومجلة السائح ومجلّة الفنون، وألّف الكثير من الكتب والمقالات والأشعار.

بقي ميخائيل في مدينة نيويورك مدّة 13 عامًا، وغادرها في عام 1932م، بعد وفاة خليله الأديب جبران خليل جبران، عائدًا إلى موطنه لبنان، واستأنف مسيرته الأدبية وواصل الكتابة والتأليف، ونظم أبيات الشعر.

لم يتزوج ميخائيل خلال حياته التي عاش فيها عمرًا مديدًا، وظل مُستقرًا في لبنان حتى وافته المنيّة.^[٣][٢][٤]

أبرز مؤلفات ميخائيل نعيمة

من أبرز مؤلفات ميخائيل نعيمة ما يأتي:

كتاب جبران خليل جبران

كتب ميخائيل في هذا الكتاب مسيرة سلطان الأدب والشعر جبران خليل جبران، على شكل سرد روائي مُتقن وشيّق وواقعي في نفس الوقت، سخّر فيه أسلوبه البديع والمُتزن ومهاراته الأدبيّة والروائية الاحترافية.

بدأ ميخائيل تسلسل الأحداث من مأساة وفاة جبران، مصورًا مشهد احتضاره واقتراب الموت منه بأسلوب مؤثر وموجع يستهدف الكيان والوجدان، كما استطاع من خلال سطور كتابه الاختراق إلى أعماق جبران، وتصوير ما احتواه وخبأه في قلبه ونفسه من دوافع وتناقضات وحوارات داخلية دقيقة بنزاهة وصدق، دون المبالغة في المديح والوصف بحكم الصداقة التي ربطت الأديبين.

كما وصف تفاصيل حياة جبران وأسلوبه الفني والأدبي وأعماله بنسيج فلسفي عميق قريب للسرد والرواية وبعيد عن أساليب كتابة السيرة الذاتية التقليدية.^[٥]

الآباء والبنون

تُعد هذه الرواية التمثيلية من أعمال ميخائيل نعيمة المسرحية المُبكرة، والتي استخلصها من واقع الحياة الشرقية، وقدّم من خلالها تحليلًا عميقًا ودقيقًا للخلافات والإشكالات الحاصلة بين الأجيال القديمة منها والحديثة.

تميزت الرواية باشتمالها على أسلوب الحوار الهزلي الشيّق والممتع، والذي يدمج فيه الجديّة والفُكاهة بطريقة فريدة من نوعها تشد القارئ وتستحوذ على تفكيره، وهذا يدلّ على فكر ميخائيل الإنساني المميز، وعلى فهمه الإنسان العربي الشرقي.

نُشرت طبعة الرواية الأولى في نيويورك في عام 1917م، وحصلت على نسبة مبيعات عاليّة، فاستنفذت الطبعة وأعيد طباعة نسخ أخرى منها لشدة الطلب عليها، إذ تناول ميخائيل من خلالها عديدًا من المعاني والقيم الإنسانية، التي زادت من جمالها.^[٦]

كتاب الغربال

يُصنف هذا الكتاب كواحد من أبرز كتب النقد التي جادل فيها ميخائيل الشعراء والمُفكّرين والكتاب، فقد حاول فهم أفكارهم وقراءة كتاباتهم، كما أنه نعى الشعر الضعيف، مستغلًا ما يملك من أساليب التعبير والنقد والتصوير، لكونه أديب ومفكر فلسفي متميز، وشاعر عريق أتحف القرّاء بمؤلفاته.

وفي مقدمة كتاب الغربال، أشار ميخائيل لأهمية دور الناقد في تصفية وتنقيح كل ما يؤلفه الشعراء من خواطر وأبيات يكتبونها، والتي لا يُشترط أن تُصنّف أدبًا، ومن هنا تكمن صعوبة مهمة الناقد في انتقاء المؤلفات الأدبيّة بغض النظر عن شخوصها.

فقد وضح ميخائيل مفهوم الغربلة بأن يكون للأعمال، وليس للكُتّاب والمؤلفين، وأن يقتضي اختيار الأعمال التي يستقيم فيها النقد ويصفى لها الذهن، راغبًا في الإصلاح والاعتناء بالأدب، ومُقتبسًا من الفلسفة، ومُبتعدًا عن التهكّم، ناهيك عن بقية ما قدمه ميخائيل من البدائع والحقائق والمعلومات الهامّة والثمينة في كتابه.^[٧]

مقولات ميخائيل نعيمة

من أشهر مقولات ميخائيل نعيمة ما يأتي:^[٨]

• لا تطلبوا من الأشياء أن تخلع غطاءها، اكشفوا عن أنفسكم، وستُكشف الأشياء من تلقاء نفسها.
• غالبًا ما تعتقد أن طريقك غير سالك، وكئيب وبلا رفاق، ولكن تحلّى بالإرادة دائمًا، وستجد رفيقًا جديدًا حول كل منحنى.
• الفقير حقًا هو من يسيء استخدام ما لديه، والغني حقًا هو من يستخدم ما لديه.
• ازحف عندما لا تتمكن من المشي، امشِ عندما لا تتمكن من الجري، اركض عندما لا تتمكن من الطيران، حلق عندما لا تتمكن من إيقاف الكون بأكمله بداخلك.

وفاة ميخائيل نعيمة

توفي ميخائيل في مدينة بيروت في لبنان في تاريخ 28-2-1988م، عن عمرٍ يناهز 98 عامًا. ^[٣][٢]