محمد أسد

صحفي وكاتب ومفكر ورحالة يهودي بولندي، اعتنق الإسلام وأصبح عالمًا إسلاميًا، ويعد من أشهر مفكري القرن العشرين.


ولد محمد أسد باسم ليوبولد فايس في 12 يوليو عام 1900، وتوفي في 20 فبراير عام 1992، وهو من أصل يهودي قبل أن يصبح مسلمًا، كان صحفيًا وكاتبًا وسياسيًا ومفكرًا مهمًا، أمضى حياته في السفر والرحلات لاكتشاف دين الإسلام، وله الكثير من المؤلفات المهمة، وكان من أكثر المسلمين المؤثرين في القرن العشرين، وعمل كمراسل صحفي وسافر إلى الكثير من دول العالم ومنها عدة دول عربية حيث اعتنق الإسلام وبدأ بتأليف الكتب.[١]


حياة محمد أسد المبكرة وتعليمه

ولد محمد أسد لعائلة يهودية في مدينة لفيف عام 1900، والده عكيفا كان محاميًا وابن حاخام، أما والدته مالكا فكانت ابنة رجل مصرفي ثري، وكان لديه أخ وأخت، وقد نشأ محمد أسد في أسرة يهودية متدينة وتعلّم اللغات البولندية والألمانية منذ طفولته وكذلك العبرية بحكم دراسته للتوراة والدين اليهودي، وكان يحب القراءة وبدأ بمطالعة الكتب الثقافية منذ سن مبكرة،[٢] وعندما بلغ من العمر 13 عامًا كان محمد أسد قادرًا على التحدث باللغتين العبرية والآرامية بطلاقة، إلى جانب اللغتين البولندية والألمانية، وعندما أصبح في العشرينيات من عمره كان يقرأ ويكتب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية.[١]


كان والد محمد أسد يطمح بأن يصبح ابنه عالم رياضيات، أما والدته فكانت تريد أن يدرس العلوم الدينية ويصبح حاخامًا، ولكن لم تكن هذه تطلعات محمد، ولهذا اتجه إلى الفنون والآداب، وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 سافرت العائلة إلى النمسا، وهناك لم يواظب محمد على الذهاب إلى المدرسة، فتركها ليلتحق بالجيش النمساوي بعد انتحاله لاسم مزوّر، ولكن والده لاحقه وتعرف عليه وتمكن من إرجاعه إلى المدرسة، وبعد أن انتهت الحرب أكمل محمد أسد تعليمه الجامعي والتحق بجامعة فيينا ودرس تاريخ الفنون والفلسفة.[٣]


مسيرة محمد أسد المهنية

فيما يأتي لمحة عن مسيرة محمد أسد المهنية:

  • لم يكمل محمد أسد تعليمه الجامعي، ففي عام 1920 وعندما كان يبلغ من العمر 20 عامًا قرر التوقف عن الدراسة والسفر إلى مدينة برلين الألمانية ليصبح صحفيًا، وهناك عمل كمساعد لمخرج الأفلام الشهير فريدريش فيلهلم مورناو، وبعد ذلك استطاع الحصول على وظيفة في الصحافة، وعمل كموظف هاتف في وكالة الأنباء الأمريكية ومن ثم أصبح كاتبًا صحفيًا بنفس الوكالة.[٢]
  • في عام 1922 ترك محمد أسد دول أوروبا وسافر إلى دول الشرق الأوسط بهدف العمل لبعض الوقت في مدينة القدس، ولكن هذه الرحلة كانت بداية لحياة جديدة وامتدت لسنوات طويلة، وبنفس العام كان محمد أسد مراسلًا صحفيًا لصحيفة فرانكفورتر تسايتونج الألمانية الشهيرة، وهي التي مهدت له الطريق للسفر إلى الشرق الأوسط حيث التقى بعدة رؤساء عرب وغطى الأحداث الحاصلة فيها.[٤]
  • بعد أن عمل محمد أسد كمراسل صحفي في عدة مدن عربية وشرقية مثل القدس، وبغداد، وحلب، والقاهرة، وأفغانستان، اعتنق الإسلام في عام 1926 وحصل على اسمه الجديد، فاطلاعه على الدين الإسلامي في هذه المدن أدى إلى اعتناقه للإسلام.[٣]
  • في عام 1927 أدى محمد أسد مناسك الحج، وعاش في مدينة الحجاز لعدة سنوات.[٣]
  • بعد الحجاز سافر محمد أسد إلى الهند وأقام فيها لسنوات أخرى، وشهد تأسيس دولة باكستان بعد الحرب العالمية الثانية، وحصل على الجنسية الباكستانية.[٣]
  • خلال الحرب العالمية الثانية تم قتل أفراد عائلة محمد أسد على يد النازيين كما تعرض هو للاعتقال في بريطانيا، وأطلق سراحه بعد نهاية الحرب،[٥] حيث قضى في السن خمس سنوات.[١]
  • شارك محمد أسد في صياغة أول دستور لدولة باكستان، وفي عام 1952 أصبح مبعوث باكستان لدى منظمة الأمم المتحدة.[٥]
  • أمضى محمد أسد السنوات الأخيرة من حياته في التأليف،[٣] وكتب سيرته الذاتية في كتاب أسماه "الطريق إلى مكة"، وبعد فترة من الزمن انتقل للعيش في دولة المغرب حيث كتب ترجمة وتفسيرًا للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية، واستغرق منه هذا العمل 17 عامًا، وتعد ترجمته هذه من أكثر ترجمات القرآن الكريم تأثيرًا في العصر الحديث.[٥]


للتعرف على صحفيين وأدباء آخرين يمكن الاطلاع على: عباس العقاد، وأحمد لطفي السيد.



المراجع

  1. ^ أ ب ت "Muhammad Asad", ibtbooks, Retrieved 22/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Muhammad Asad: The Polish Jewish Muslim Intellectual", culture, Retrieved 22/2/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "محمد أسد : رحلة يهودي لاكتشاف الإسلام "، الإسلام أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2023. بتصرّف.
  4. "Muhammad Asad's Journey into Islam", archive.aramcoworld, Retrieved 22/2/2023. Edited.
  5. ^ أ ب ت "A Road to Mecca – The Journey of Muhammad Asad", alchemiya, Retrieved 22/2/2023. Edited.